أرشيف الوسم: أخصائي التغذية

ماذا يجب أن يتقن أخصائي التغذية

ماذا يجب أن يتقن أخصائي التغذية

 

اخصائي تغذية

 

شبكة التغذويين العرب – م. ناجح ناجي الحسن و م. ايات شطارة : 

 

تعد مهنة التغذية من المهن الطبية التي تحتاج لمهارات يجب إتقانها من قبل اخصائي التغذية ، و للأسف أحيانا يخطئ الأخصائي بالاعتماد على نفسه مثل القيام بانشاء عمل خاص في المجال التغذوي او فتح عيادة تغذوية أو الاعلام التغذوي او غيره دون الرجوع لذوي الخبرة أو الخضوع للتدريب او العمل في عيادة تغذوية .

نعرض في هذه المقالة بعض الإرشادات والنصائح والمهارات التي يجب أن يتقنها التغذوي ليكون محترفا في عمله من خلال الخبرة المكتسبة في العمل أو من خلال التعامل مع العديد من الأخصائيين سواء في الاردن أو في الخارج والتعامل أيضا مع عدد من مراكز التغذية التي أثبتت نفسها ونجاحها .

قبل ذلك نود توضيح أن هذه المهارات التي يجب إتقانها لمرة واحدة ، تأتي بالتدريج ومن خلال الخبرة بالعمل والممارسة العملية والنظرية ولا تأتي من دورة تدريبة واحدة أو قراءة كتاب، فيمكن البدء بعمل عيادة تغذوية أو نشاط تغذوي مثلا قبل تعلم بعض الأمور الأخرى .

 

 

الكتب الجامعية:

أول الامور التي يجب القيام بها هي عدم اهمال بعض المواد الجامعية مثل التغذية و مادة المعالجة بالغذاء والارشاد التغذوي  والتخطيط الوجبات، مادة التغذية في مراحل الحياة ايضا.

وننصح بالاحتفاظ بالكتب الاصلية وليس الاكتفاء فقط بملخصاتها حيث ان الكتاب يبقى دائما المرجع الاول والرئيسي وننصح بالابتعاد عن الرجوع الدائم للانترنت لاستخراج المعلومات , حيث ان المعلومة الموثقة تكون من الكتاب ، ولا يعني ذلك عدم الرجوع للانترنت ولكن يكون عن طريق المقالات المحكمة او المواقع الموثوقة .

بالنسبة لمادة التغذية المتقدمة (advance nutrition) والكيمياء الحيوية، فهذه المواد غالبا لن يتم الحديث بها مع اي مراجع بالتغذية لانها معلومات عميقة لايهتم بها المراجع، لكن من الخبرة في المقابلات الخاصة بالعمل وغيرها، فمعظم الاسئلة في مقابلات العمل تكون من هاتين المادتين بالاضافة الى المعالجة بالغذاء، يكون التركيز اكثر على مادة التغذية المتقدمة.

أجهزة فحص وتحليل الجسم :

للأسف عند التخرج فان القليل من المعلومات تكون  لدي الطلبة عن اجهزة تحليل الجسم او عن طرق استخدامها او علمها او تحليل الفحص التي يخرج منها، مما يجعل الطالب في بداية عملة في رهبة وارتباك عند العمل عليها او استخدامها.

يوجد الكثير من الاجهزة التي يتم استخدامها لتحليل الجسم منها inbody و tanita و gaia . وهي اكثر الاجهزة شهرة، في الاردن يوجد وكيل لكل من inbody وtanita  اما الجهاز gaia   فيتم استخدامه في احد المراكز الكبرى في فروعه المنتشرة في الخليج والاردن.

وعند تأسيس عيادة تغذية فان نوع الجهاز والموديل التي يتم اختياره يعتمد على رأس المال بالغالب ومعرفة الاخصائي به (مثلا جهاز inbody يوجد مه جهاز 770، 720، 230، 120، الخ) (وايضا جهاز تانيتا ايضا يوجد منه موديلات اخرى)، من خلال خبرته السابقة في المراكز الاخرى التي عمل بها، وتستمر شركات هذه الاجهزة باصدار موديلات جديدة مع  مرور السنوات وتطور التكنولوجيا.

لكن المهم بالامر هو معرف تحليل وشرح ورقة الفحص الذي يخرجه الجهاز والذي عن طريقه يتم تحديد الجدول المناسب لكل مراجع، لذلك فعلى الاخصائي التركيز جيدا في اتقان العمل لتحليل الفحص واستيعابه وشرحه بشكل كامل عن طريق الدورات التدريبية او الرجوع الى الفيديوهات التي تشرح وتحلل الفحوصات الصادرة من الاجهزة

كتابة الجداول للمراجعين :

تعد أهم المراحل بالعمل في مراكز التغذية أو إنشاء عيادة هي كتابة جداول للحميات الغذائية ، وتكون جداول عامة.

فما يعرفه طلبة التغذية بالغالب هي حساب السعرات لكل مراجع بناء على معادلات حسابية عديدة وحساب النشاط ثم أخذ نسبة معينة للبروتينات والكربوهيرات والدهون (وفي حالات معينة ومحددة المعادن والفيتامينات والغلوتين)، لكن ما يتم بالعيادات وجود  جداول خاصة وعاملة مثلا برامج نزول الوزن والتي هي أكثر الحالات التي تراجع عيادات التغذية ، يكون هناك جداول تعرف بالجدول الاول للاوزان مقسمة لثلاث او اربع مستويات بحسب الوزن مع أخذ العمر كعامل مهم وأساسي ، مثلا أقل من 80 كغم، 120-80 ،  و أكثر من 120 اكثر من 170، وهكذا، ثم وبحسب النزول للوزن يكون هناك جداول بنفس الطريقة، وقياسا عليه الامراض ، ما عدا بعض الأمراض مثل مرض السكري الذي يتم النظر إلى السكر التراكمي وتغيراته.

وهذه الجداول عادة تكون جاهزة لمن يذهب الى للعمل في عيادة التغذية لكن من يقوم بتأسيس عيادة فانه يقوم باعدادها وجمعها وذلك اعتمادا على خبرته السابقة أو بالرجوع للخبراء الاكثر خبرة منه . بعد ذلك سوف يصبح الاخصائي قادرا على كتابة جدول لاسبوع بشكل سريع ودقيق لكل مراجع اذا احتاج الى ذلك دون الرجوع للحسابات وغيرها التي اعتاد عليها خلال الدراسة .

 

الرياضة :

تعد التمارين الرياضية ركن اساسي لحياة الانسان اولا وفي التعليمات الاساسية التي يجب اعطائها للمراجعين في عيادة التغذية.

لكن للاسف اصبحت الرياضة شيء غير اساسي في حياة معظم البشر مما يجعل ذلك عبئا اضافيا للاخصائي في اعادته الى نظام حياة المراجعين.

لذلك فعلى الاخصائي ان يكون بداية يمتلك جسم رياضي صحي (وليس جسم نحيف فقط) حتى يكون مثالا حيا وواقعيا لعملائه، فلا يكون كما بالمثل المشهور (باب النجار مخلع والاسكافي حافي).

وايضا يجب ان يعرف بالتمارين التي يجب ان يختارها لمراجعيه بحسب اعمارهم والامراض التي يعانون منها وقدراتهم البدنية والجسدية، وايضا في حال كان لديه مراجعين يقومون بالالتحاق بنوادي كمال الاجسام فانه عليه باختيار التمارين التي يجب ممارستها في كل اسبوع مع جداول الرياضيين التي يعطيها لهم، فلا يكون جاهلا بها بشكل كامل، او اعطاء بدائل رياضيه للسيدات مثل التمارين الهوائية والكارديو او التمارين الغربية ذات طابع الرقص مثل الزومبا وغيرها، وتمارين بناء العضلات دون الذهاب للصالات الرياضية، الخ.

ان المعرفة بالتمارين بشكل عام يعطي ثقه للمراجعين اكبر بالاخصائي مما يعطيه خطوة اضافية في طريق نجاحه.

التحفيز واعادة الثقة بالنفس:

ليس كل ما ذكرناه مهم اذا كان المراجع مستاء من وضعه الحالي او يائس من تجاربه السابقة وخاصة التي تمت عن طريق اخذ جداول من الانترنت عشوائية او عن طريق الاصدقاء او من استخدامه لنصائح لا تناسبه… الخ.

لذلك فان معرفتك باساليب التحفيز للمراجع والقدرة على ارشاده للمتابعة لتنفيذ التعلميات والجداول الارشادات والابتعاد عن الممنوعات، وايضا عدم اليأس والقدرة على تحويل تفكيره الى الاتجاه الايجابي خاصة اصحاب الاوزان العالية الذين جربوا العديد من الطرق العشوائية او الريجيم الكيميائي وما يشابهه.

وايضا اعادة الثقة بالنفس للمراجع خاصة ان المجتمع العربي يجد في السخرية ممن يحاول مراجعه عيادة تغذية متعة… وغالبا ما يصدر ذلك من اشخاص اصحاب الأوزان العالية لكن ليست لديهم الارادة لاتباع حميات او يخجلون من الذهاب لعيادة تغذية, فهم لا يريدون الخير لغيرهم لانهم لا يستطيعون الوصول اليه.

هنا تكون مسؤولية اخصائي التغذية لمساعدة المراجع بالتغلب على ذلك سواء بالتعليقات من الاخرين او الاحباط القادم منهم او ويكون ذلك باساليب عديدة تعتمد على كل شخص، فالسيدات تختلف عن الانسات وعن المتزوجات وعن الحامل وعن المرضع، والرجال يختلفون بحسب العمر والوظيفة والمنصب، والاطفال يختلفون بحسب عمرة والمرحلة الدراسية وسلوكه فهناك الطفل المطيع والمتنمر والطفل الذي يقوم بدور الضحية وهناك الطفل ذو الهمة العالية بالكلام دون الفعل، وكل ذلك يتم اكتسابها مع الخبرة والتعلم الدائم.

 

التسويق:

يعد التسويق ركن اساسي لكل عمل ، لذلك على الاخصائي ان يتقن بعض تلك المهارات التسويقية (وبشكل ادق تسويق الخدمات الصحية) او الاستعانة بشخص قادر على ادارة مهام التسويق خاصة في بداية العمل، وهناك اساليب كثيرة لتسويق العيادات مثل وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة المقالات والشاشات داخل العيادة وعمل عروض لاشتراك الشركات او التعامل مع مراكز طبية او مختبرات لتبادل الاعلانات او الظهور على شاشة التلفاز في فقرة تغذية، وعمل بروشورات  وتسويقها , وعمل بطاقات خصم وغيرها الكثير (وسنتحدث عن هذا الموضوع في مقالة قادمة ان شا الله بالتفصيل).

طاقم العمل:

طاقم العمل في عيادة التغذية سواء كان شخصا واحد او عدة اشخاص يجب ان يكونو جميعا رشيقين، بحيث يكونو دعاية واقعية للعيادة، وفي حال كان احدهم لديه وزن عالي يجب تنظيم حمية له وتحفيزه ماديا ومعنويا، ومن خبرتي فان الكثير من المراجعين ينظرون الى الموظفين ورشاقتهم قبل التفكير في الاشتراك لدي عيادة تغذية.

كما يجب ان يكون لديهم ثقافة صحية وتغذوية تساعدهم على الرد على المراجعين ببعض الامور، مثل بدائل الاغذية التي بالجداول او ماذا يجب على المراجع ان يفعل اذا اخطأ في امر ما (وبالتالي يحملون عبئا عن الاخصائي).

كما يجب اتقان مهارات التواصل مع المراجعين شخصيا وعبر الهاتف وعبر وسائل التواصل كاملة وفي حال عدم اتقانهم لامر ما فيجب تدريبهم عليه نظريا وعمليا.

 

المشاركات خارج العيادة:

مثل المشاركة بالمؤتمرات التي تخص المجال الصحي والتغذية والمعارض وإلقاء كلمة في مؤتمر، او المشاركة في تحضير الفعاليات، واحيانا المشاركة في رعايتها، حيث ان ذلك يكون مصدر مهم لمعرفة الجديد فيما  يخص مجال  العمل والتعرف على الزملاء بالتخصص، ولاحقا مصدر للمراجعين.

ايضا المشاركة بحملات التوعية التغذوية للمدارس او الشركات او مع الجمعيات او بالمراكز الصحية والامومة والطفولة مثل توعية السيدات الحوامل بالتغذية الصحيحة لهن او المرضعات او طلبة المدارس بالتغذية الصحيحة لهم، ويمكن ايضا الاجتماع مع الاهالي بطريقة معينة لتوعيتهم  بالتغذية الصحيحة لاطفالهم ولاسرهم وخاصة الاجتماع مع الامهات.

كذلك ان يتم وضع نسبة من العمل للخير مثل مراجعات مجانية لمرافقين او لمن يرى الاخصائي انه ليس لديه المال او قريب الموظف او من اتى عن طريقه اكثر من مراجع الخ (الهدف المالي ليس كل شيء).

طرق اعداد الطعام الصحي:

حيث ان بعض المراجعين يودون ان يتم اختيار وجبات صحية من الاخصائي لذلك يمكن تحضير بعض الوصفات الجاهزة واعطائها للمراجعين مع المقادير والكميات والسعرات الحرارية لها

 

المنتجات:

المنتجات تدر ارباح لمراكز التغذية ولكن يجب اختيار منتجات ذات سعر مناسب ومفيدة ومجربة و معتمدة كما يجب ان يتم ادراج منتجات طبيعية اهمها الكمون الزنجيبل الشاي الاخضر والاعشاب الطبيعية  (بشكل عام اعشاب تساعد على حرق الدهون او مشربوات صحية لتحل مكان المشروبات سريعة التحضير التي تحتوي الكافيين والسكر).

وايضا يمكن ادراج نوع من المحليات الصناعية الصحية حيث انه بديل للسكر بمعدل حبات او ثلاث يوميا.

 

الاعلام التغذوي:

يعد الاعلام بكافة اناعه اليوم من اهم الطرق التي يتم التعامل معها في كافة المجالات التجارية، لذلك فمن الضروري جدا وضع خطة اعلامية لعيادة التغذية والتعاون مع جهات قد تسهم في المساعدة في اعدادها وتنفيذها، وتكون بشكل عام قنوات اتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي اهمها الفيس بوك.

وأيضا كتابة بعض المقالات عن الصحة والتغذية في مواقع الانترنت والصحف المتاحة او انشاء موقع انترنت للعيادة، او الظهور في فقرات تلفزيزنية او اذاعية عن الصحة والتغذية. او انتاج فيديوها عبر قناة لليوتيوب، وهناك بعض الاساليب الاخرى التي يتم بها استضافة بعض المراجعين الذين حققوا نجاح في خسارة الوزن والحديث عن التغير الذي طرأ على حياتهم بعد اتباع الحمية الغذائية

ختاما فإن ما ذكرناه اعلاه هي نتائج تجارب كاتبي المقال على مدار عدة سنوات، قد نصيب وقد تخطئ فيها، رغبه منا من ايصال بعضا مما وقعنا فيه من اخطاء لعل غيرنا لا يقع بها، وقد تكون فاتتنا بعض النقاط او اخطانا في بعضها، فما يراه انسان، قد لا يراه الآخرين.