أرشيف الوسم: التصلب اللويحي المتعدد

التصلب اللويحي المتعدد  

شبكة التغذويين العرب – أخصائية التغذية والحمية رغـد لؤي فروخ


 

مرض التصلب اللويحي أو ما يعرف بالتصلب المتعدد , هو عبارة عن التهاب مناعي عصبي مزمن في الجهاز العصبي المركزي , يهاجم المرض المحاور المايلينية في الجهاز العصبي  فيدمر المايلين (مادة بيضاء تحيط بالألياف العصبية لعزلها وحمايتها) بدرجات متفاوتة.

يعاني مريض التصلب اللويحي من أعراض تظهر حسب مكان الضرر ضمن الجهاز العصبي، تشمل فقدان الحس والتنميل كالوخز أو الخدر، ضعف العضلات ، ضعف البصر والرأرأة وازدواج الرؤية , فقدان التوازن, الدوخة , التعب والقلق , التقلص العضلي ، الامساك , العجز الجنسي , سلس البول , صعوبة الحركة , الترنح , اضطراب الكلام وصعوبة النطق ، صعوبة البلع، الإعياء, الرعشات والتشنج أحيانآ.

 من الشائع أيضاً ظهور صعوبة في التفكير ومشاكل انفعالية مثل الاكتئاب أو المزاج المتقلّب , وظاهرة أوتهوف (تفاقم الأعراض نتيجة التعرض لدرجات حرارة أعلى من المعتادة) , علامة ليرميت (إحساس يشبه مرور تيار كهربائي على طول الظهر عند تحريك الرقبة).

نلاحظ أن الأعراض تستمر لأكثر من 24 ساعة، وتحدث نوبات محددة على الأقل نوبتين خلال فترة المرض يفصل بينها شهر أو أكثر. وتختلف الأعراض من شخص لآخر. أما بالنسبة لأسباب المرض فقد تكون جينية وراثية أو عدوى فيروس أو بسبب عملية التمثيل الغذائي أو العوامل البيئية الى تؤدي اضطراب المناعة الذاتية.

أما عن تشخيص مرض التصلب المتعدد فيتم بناءً على العلامات والأعراض الموجودة، بالإضافة إلى التصوير الطبي والفحوصات المخبرية الداعمة والرنين المغناطيسي للدماغ وفحص السائل النخاعي , وقد يكون تأكيد المرض صعباً خاصة في المراحل المبكرة.

50 % من الأشخاص المصابين في هذا المرض يحتاجون الى المساعدة في المشي خلال 15 عاما ً بعد ظهور المرض وعادة يصيب المرض الأشخاص البالغين (20- 40سنة) واحتمال إصابة المرأة في المرض أكثر من الرجل.

وقد وجد أن النساء اللاتي يتناولن 400 وحدة دولية أو أكثر من فيتامين (د) يوميا أقل عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد حيث أن فيتامين (د) وكذلك التعرض لأشعة الشمس تحد من خطر الإصابة به. وقد أثبتت الدراسات علاقة نقص فيتامين (د) بتفاقم المرض بسبب تأثيــره على جهاز المناعة. 


هناك أربعة أنواع لمرض التصلب المتعدد :

1. اﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤُﺘﻌﺪﺩ ﻣُﺘﻜﺮﺭ اﻟﻬﺪﻭﺀ والانتكاس  : (Relapsing Remitting Multiple Sclerosis)

– في هذا النوع يتعرض المريض لنوبات من الهدوء بشكل كامل أو جزئي للأعراض تليها نوبات من الانتكاس وعند كل هجمة قد يواجه أعراض جديدة أو زيادة في الأعراض القديمة , وتكون مدة الهجمة عادة قصيرة من بضع ايام الى بضع شهور , ويشار إلى أن نمط شدة النوبات الانتكاسية ومقدار التحسن الذي يحدث في نوبات الهدوء والوقت الذي يفصل بين النوبات يختلف بين مصاب وآخر. وممكن أن يبقى الشخص بلا أعراض لمدة أشهر أو سنوات , 80-85% من المرضى يواجهون هذا النوع في بداية المرض , عادة يستهدف هذا النوع فئة العشرينيات.

  1. التصلب اللويحي المترقي الأساسي (Primary Progressive Multiple Sclerosis) :

– (10-15%) من مرضى التصلب اللويحي المتعدد يصابون بهذا النوع. يتميز هذا النوع بأن المصابين يعانون من استمرار تفاقم الاعراض من البداية ولا يواجهون هجمات او انتكاسات دورية و معدل سن مصابيه 40 عامآ  يتساوى عددهم بين نساء ورجال، ففي الأشكال الأخرى تكون نسبة إصابة النساء مقارنة بالرجال 3:1

للأسف فقد يؤدي هذا النوع إلى الإصابة بالإعاقة بشكل مبكر مقارنة بالنوع الأول. ويعاني المصاب من ضعف التجاوب مع الأدوية المتوفرة حاليا، إلا أن الأبحاث قائمة حول إيجاد علاجات فعالة له.

 

3.  التصلب اللويحي المتعدد المترقي الثانوي (Secondary Progressive Multiple Sclerosis) :

– لا يختلف هذا الشكل عن الذي قبله كثيرا في الاعراض  لكن يتفاقم بشكل منتظم وبطيء سواء بهجمات او لا.نصف المرضى المصابين بالنوع الأول يتحولون الى هذا النوع من المرض اذا لم يتم علاجهم في غضون 10 سنوات.

ما يميز هذا النوع أن الأعراض تسير بشكل ثابت دون حدوث نوبات من الهدوء أو الانتكاس. ويتجاوب المصابون مع الأدوية الموجودة حاليآ , ولكن يختلف معدل التفاقم من شخص لآخر وقد يتسبب بحدوث اعاقة لدى البعض بدرجات معينة.

  1. التصلب اللويحي المترقي الانتكاسي (Progressive Relapsing Multiple Sclerosis) :

– يعد هذا الشكل الأقل شيوعا بين أشكال التصلب اللويحي المتعدد حيث أن 5%  من المرضى في البداية يتم تشخصيهم على اساسه. يزداد هذا النوع سوءا من البداية بشكل مطرد وتحدث خلاله نوبات انتكاسية بشكل دوري، لكن الأعراض تستمر وتتفاقم في الفترات التي تفصل بين هذه النوبات.


 الطعام الذي يجب على مريض التصلب اللويحي تجنبه :

  1. الأحماض الدهنية المشبعة من أصل حيواني، والتي توجد في الأطعمة مثل الحليب كامل الدسم، الزبدة، والجبن، واللحوم الحمراء ، النقانق واللحوم المحفوظة بالنتريت مثل المرتديلا والسنيورة.

  2. الأحماض الدهنية المتحولة في السمن وغيرها من الزيوت المهدرجة النباتية , المنتجات الغذائية من أصل حيواني والوجبات السريعة. ويمكن أن تكون موجودة أيضا في البطاطس المقلية وغيرها من الأطعمة المقلية، كما تتشكل هذه الدهون أيضا في القلي.

  3. المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة والمعلبات والمواد الحافظة.

  4. الطعام الغني بمصادر الصوديوم كالأملاح , الأطعمة المدخنة والمخللات والتي تسبب جميعها احتباس السوائل في الجسم.

  5. الوجبات الغذائية عالية السعرات الحرارية الغنية بالكربوهيدرات المكررة و المنخفضة بالألياف , الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر مثل الحلويات والعصائر الصناعية.

  6. (زيت عباد الشمس , زيت الذرة , فول الصويا والسمسم) تحتوي على الحمض الدهني أوميغا 6 اكثر من الحمض الدهني أوميغا 3 ولذلك يجب الحد منها في هذه الحالـة .

 


توصيات تغذوية:

إضافة الأحماض الدهنية المتعددة الغير المشبعة أهمها أوميغا 3 (مكسرات غير محمصة مثل الجوز واللوز , أسماك أو مكملات زيت السمك , زيوت نباتية) للنظام الغذائي لمرضى التصلب اللويحي يحد من شدة وتعاقب الانتكاسات. التقليل من اللحوم الحمراء واستبدالها بالأسماك ولتعويض البروتينات نستبدل اللحوم بفول الصويا.  ينصح لمرضى التصلب بالاكثار من تناول المصادر الغنية بحمض الفوليك (خاصة الخضراوات الورقية مثل السبانخ) بشكل عام , وبشكل خاص لمن يعاني من سلس البول ينصح بشرب معظم كميات الماء أثناء النهار وتقليلها أثناء الليل , أما اذا كان يعاني المريض من الامساك فعليه أن يكثر من الأغذية الغنية بالألياف كالخضراوات (خاصة الورقية) والفاكهة (خاصة الخوخ الأحمر) والخبز الأسمر وشرب أكثر من حاجته اليومية من الماء. استخدام الحليب منزوع الدسم عوضآ عن كامل الدسم.

وينصح بتناول مصادر مضادات الأكسدة مثل الكاروتينات (البندورة والبطيخ والعنب والجزر) والبوليفينول التي تشمل الفلافونويدات (البصل , التفاح , الحمضيات , فول الصويا , الشاي الأخضر) وغير الفلافونيدات (الشوكولاته , الفول السوداني، التوت، العنب الأسود ، التوابل مثل الكركم و الزنجبيل والكاري , زيت الزيتون).

كما يوصى بتناول المكملات الغذائية المهمة لمرضى التصلب المتعدد ألا وهي (فيتامين أ , فيتامين د ,فيتامين  ب12 , فيتامين هـ , فيتامين سي , النياسين, أوميغا 3 , السيلينيوم والمغنيسيوم).

بالنسبة لممارسة الرياضة لمرضى التصلب فيجب أن تكون في وقت الراحة و يتم تطبيقها عادة لتقليل أعراض التعب المزمن ومنع أو إبطاء ظهور الإعاقة وتكون ممارسة الرياضة على هيئة  تمارين خفيفة (المشي السريع، السباحة، اليوغا , البيلاتس أو حتى الرقص).