شبكة التغذويين العرب – أخصائية التغذية والحمية: سوزان زيدان
أيهما يعتبر اختيار أفضل لوجبة العشاء؟ تشكيلة من الفواكه أم ساندويش مكوّن من خبز قمح كامل، بيضة وخضار؟وكيف نعرف حصة الفواكه للفرد , وهل هناك أضرار من الممكن أن تتبع الاستهلاك العالي للفاكهة.
كثيرون هم من يعتقدون أن استهلاك طبق من الفواكه هو بديل جيد لوجبة العشاء. وينبع هذا الاعتقاد الخاطىء من الشعور بأن الفواكه تعتبر غذاء “خفيفا” سهل الهضم وغير مرتبط بالسمنة. وفي الواقع أن وجبة الخبز، البيضة، والخضار تعتبر وجبة متوازنة وملائمة أكثر كوجبة عشاء. ومن جانب آخر، فإن التوصيات لاستهلاك الفواكه لمعظم الناس تحدد كميتها إلى 3 حصص يوميا وليس أكثر، وينصح باستهلاكها خلال اليوم كجزء من الوجبة أو كوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، ولكن ليس بكميات عالية أو كبديل لأية وجبة غذائية.
– تعريف الحصة الواحدة للفواكه:-
– حبة تفاح أو إيجاص أو برتقالة صغيرة الحجم
– 17 حبة عنب
– كوب وربع من مكعبات البطيخ
– كوب من مكعبات الشمام
– نصف حبة غريفوت
– حبة كبيرة أو حبتان صغيرتان كيوي
– حبة خوخ أو دراق
– حبتان من البرقوق
– 1-3 حبات تمر
– 3 حبات مشمش
– حبتين تين
– 12 حبة كرز
أما أضرار استهلاك كميات عالية من الفواكه فأهمها ما يلي:
غنيّة بالسعرات الحرارية:
تختلف الفواكه عن الخضار في أنها تحتوي على كميات عالية من السعرات الحرارية، حيث تحتوي الحصة الواحدة (المذكورة سابقا) على 50 سعر حراري. أما العصير، فإن كل نصف كوب منها، سواء كان عصير طبيعي أو مصنّع، فيحتوي بالمعدل على 100 سعر حراري، ويعتبر بديل عن حصتين من الفواكه. ومن هذا المنطلق، فإن استهلاك كميات عالية من العصير أو الفواكه مرتبط بالسمنة.
تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين
تشير الدراسات إلى أن استهلاك كمية عالية من الفواكه مرتبط بارتفاع في مركب الدهنيات الثلاثية ((triglycerides)) في الدم، حيث ان الفواكه تحتوي على كمية عالية من سكر الفركتوز الذي يتحوّل عن طريق الكبد إلى مركب الدهنيات الثلاثية التي ترفع من أخطار الإصابة بأمراض القلب والشرايين. إضافة الى ذلك، بيّنت الدراسات على الأطفال السمينين أن استهلاك كمية عالية من سكر الفواكه يقلل من حجم مركب الكولسترول السيئ (LDL-cholesterol) فترتفع كثافته وتأثيره الضار في تضيّق وانسداد الشرايين.
تسبب تراكم الدهون في منطقة البطن (الكرش)
كشفت دراسات حديثة أن السعرات الحرارية في سكر الفواكه “الفركتوز” تتركز في منطقة البطن، فتزيد من تراكم الدهون في منطقة الكرش، وهي بذلك تختلف عن السعرات الحرارية الموجودة في المواد الغذائية الأخرى والتي يختزن الفائض منها تحت الجلد ويتوزّع في أنحاء مختلفة من الجسم.
يساهم النظام الغذائي والخمول البدني في نحو30% من المراضة والوفيات والتي تسببها الأمراض غير السارية، والتي تشمل الوفيات والأمراض الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم. وارتفاع ضغط الدم هو حالة تترافق بازدياد في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والفشل القلبي والفشل الكلوي والمرض الوعائي المحيطي.
أن تتناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية المشبعة، إلى جانب استهلاك كميات كبيرة من الملح والسكر هي عوامل خطر للأمراض القلبية الوعائية ومنها ارتفاع ضغط الدم.
إن أساليب الصحة العمومية (مثل إنقاص السعرات والدهون المشبعة والملح في الطعام المصنّع، وزيادة الفرص المتاحة للمجتمع وللمدارس للقيام بالأنشطة البدنية) يمكنها إحداث تحول في توزع ضغط الدم لدى السكان. ومن هنا فإنها قد تنقص معدلات الوفيات والمرضى وخطر ارتفاع ضغط الأفراد على مدار حياتهم.
ويمكن لأساليب الصحة العامة أن تهيئ الفرصة لوقف السلسلة المتواصلة والعالية التكاليف لمعالجة ارتفاع ضغط الدم والوقاية منه.
كيف تتعلق عوامل الخطر بارتفاع ضغط الدم؟
تناول الصوديوم:
يترافق تناول كميات كبيرة من الصوديوم مع زيادة خطر وقوع السكتة الدماغية والسكتة المميتة ومرض القلب التاجي المميت.
إن الإقلال من تناول الصوديوم في الطعام يؤدي إلى انخفاض متوسط ضغط السكان وتقلص معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم.
إن الحد من استهلاك الملح إلى 3 غرام كل يوم يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم؛ وبالتالي إلى نقص مقداره 22% في وفيات السكتة الدماغية و16% في وفيات أمراض القلب على التوالي.
حتى في الأجواء الرطبة الدافئة، لا يُفقد سوى الحد الأدنى من الصوديوم من خلال البراز والعرق. إن التأقلم مع الحرارة يحدث بسرعة لذا ففي غضون أيام قليلة من التعرض للحرارة وللرطوبة، يفقد الأفراد كمية قليلة فقط من الصوديوم من خلال العرق.
توصي منظمة الصحة العالمية بإنقاص المتناول من الصوديوم إلى أقل من 2 ميلي غرام يومياً (5 غرام كل يوم من الملح) من أجل خفض ضغط الدم والحد من خطر المرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية ومرض القلب التاجي لدى البالغين (الأفراد ممن هم في سن16فما فوق). وينبغي تعديل مستوى المدخول بالإقلال منه استناداً إلى احتياجات الأطفال إلى الطاقة مقارنة بالبالغين. كما ينبغي على كل بلد أن يحدد متطلبات الطاقة لمختلف الفئات العمرية، ولاسيما لدى مجموعات الأطفال، وذلك وفقاً للحد الأقصى الموصى به للمدخول والذي لا يزيد عن 2جم يومياً للبالغين.
تناول البوتاسيوم:
إن تناول البوتاسيوم في النظام الغذائي ينقص ضغط الدم ويقي من السكتة الدماغية ومن اضطرابات النُظُم القلبية، وينبغي أن تكون كمية المتناول من البوتاسيوم ضمن مستوى يحفظ نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم قريباً من 1 إلى 1 أي أن كمية المتناول من البوتاسيوم يومياً هي 70 –80 ميلي مول. وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال استهلاك كمية كافية من الفواكه والخضروات.
الوزن الصحي:
لقد ثبت أن النشاط البدني يقلل من الخطر العام للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بين عمر 45 و84 بمقدار 18%. ولإنقاص ضغط الدم يجب المحافظة على الوزن الصحي مع منسب كتلة الجسم بين 18.5 و24.9. (للمزيد من المعلومات اقرا موضوع :25 نصيحة لخسارة الوزن مثبته علميا)
النظام الغذائي الصحي:
يمكن لتعديل خطة الطعام والأساليب الكفيلة بإيقاف ارتفاع ضغط الدم أن تخفض من ضغط الدم بمقدار 8–14 ميلي متر زئبق، وتتألف هذه الأساليب من تناول الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان القليلة الدهن والحبوب الكاملة ولحم الطيور والأسماك والمكسرات مع الإقلال من كمية اللحوم الحمراء والحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر. (للمزيد من المعلومات اقرا موضوع : التغذية هي أسلوب حياة)
إنقاص تناول الأحماض الدهنية المشبعة والمفروقة (المتحولة):
ينبغي انقاص تناول الأحماض الدهنية المشبعة لأقل من 10% من مجمل الطاقة المستهلكة، وإقلال تناول الأحماض الدهنية المفروقة (المتحولة) لأقل من 1%. ويمكن تعويض الإقلال من تناول الأحماض الدهنية المفروقة (المشبعة) بتناول الأحماض الدهنية المتعددة اللاتشبع.
إن إنقاص أو الامتناع عن تناول اللحوم قد يؤثر على لزوجة الدم:
وقد ربطت دراسات متعددة بين لحم البقر والعجل والضأن والطيور والدهن الحيواني وبين ارتفاع ضغط الدم. ويبدو أن الدهن المشبع يؤثر على لزوجة الدم، إذ أنه كلما زادت نسبة مدخول الأحماض الدهنية من المصادر المتعددة اللاتشبع (مثل حمض اللينوليك وحمض ألفا لينولينيك) بدلاً من الدهون المشبعة، كلما ترافقت بانخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ما هو وضع ارتفاع ضغط الدم في الإقليم؟
إن معدلات انتشار عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مرتفعة في معظم بلدان إقليم المتوسط، إذ أن اثنان من بين كل خمسة بالغين في هذا الإقليم مصابون بارتفاع ضغط الدم.
مستويات زيادة الوزن والبدانة مرتفعة للغاية في كل من البحرين ومصر والأردن والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إذ تتراوح معدلات انتشارهما بين 74% و86% لدى النساء وبين 69% و77% لدى الرجال.
تشير التقديرات حول كمية الصوديوم المتناولة إلى أنها أكثر من 5 غرام لكل شخص يومياً في معظم بلدان الإقليم، أي أنها تتجاوز الكمية الموصى بها، إذ تتراوح بين 2 غرام/ شخص/يوم في لبنان و19 غرام/شخص/يوم في الأردن. وفي جميع البلدان، يساهم الخبز وحده في 20% من الكمية المتناولة من الملح.
لقد زاد تناول الدهن في معظم بلدان الإقليم بشكل عام، حتى أصبح يساهم في 9% و38.9% من مجمل المتناول من الطاقة. وهذه النسبة أعلى من القيمة القصوى التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية ومقدارها 30%. وهناك اتجاه لزيادة استهلاك الدهون الموجودة في المنتجات الحيوانية والتي تحتوي على نسبة مرتفعة من الأحماض الدهنية المشبعة.
ماذا يمكننا أن نعمل لمواجهة الوضع الحالي؟
يساهم النظام الغذائي الصحي في خفض ضغط الدم المرتفع من خلال إنقاص الكمية المتناولة من الصوديوم، والتحكم بالوزن، وتجنب الكحول، وزيادة استهلاك الخضر والفاكهة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان القليلة الدهن.
التدخلات المبكرة
يساهم الإرضاع الطبيعي من الثدي في إضفاء الصحة الجيدة طيلة العمر، فالبالغون الذين تلقوا الإرضاع الطبيعي من الثدي في مرحلة الرضاعة يغلب أن يتمتعوا بضغط دم، وبكولسترول أقل من غيرهم، وكذلك معدلات أدنى من السمنة وزيادة الوزن والإصابة بالسكري من النمط 2.
إنقاص تناول الملح
يمكن لإنقاص كمية الملح المتناولة كل يوم عن 5 غرامات أن تؤدي إلى انخفاض كلٍ من الضغط الانقباضي والانبساطي بمقدار يزيد على 10 ميلي لتر زئبق.
إنقاص تناول الدهن
ينبغي الحد من الدهن الحيواني، والمارغرين والمخبوزات الدسمة والقلي العميق للأغذية. ويتم تقليص تناول الدهن بشكل عام وتجنُّب الأغذية المشبعة بالدهن الحيواني مثل اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والزبدة، والاستعاضة عنها بزيت الزيتون وزيت السمك.
التحكم بالوزن
ينبغي المحافظة على الوزن الصحي (بحيث يتراوح منسب كتلة الجسم بين 18.5 و24.9) مع فقدان الوزن إذا كان زائداً.
الطعام الصحي: (الأساليب الكفيلة بإيقاف ارتفاع ضغط الدم)
تنص الأساليب المتبعة في النظام الغذائي التي تستهدف خفض الضغط المرتفع على تناول أكثر من 5 حصص من الفاكهة والخضر كل يوم، وعلى إنقاص الدهن المشبع ومجمل أنواع الدهن المتناول، والاعتدال في تناول الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الجوز والزيوت المستخلصة من الحبوب، ويؤدي اتباع هذه الأساليب إلى إنقاص الضغط الانقباضي بمعدل يتراوح بين 8 و14 ميلي متر زئبق.
وتقتصر أساليب النظام الغذائي التي تستهدف إيقاف ارتفاع ضغط الدم على الفاكهة والخضر ومنتجات الألبان القليلة الدهن، تناول الحبوب الكاملةبشكل رئيسي، والأسماك، والطيور والمكسرات مع إنقاص كمية اللحوم الحمراء والحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر.
التعامل مع الضغوطات
يمكن للضغوطات أن تزيد ضغط الدم ولو مؤقتاً، مما يتطلب تعلم سُبُل التأقلم مع الضغوطات ، كما ينبغي تجنُّب الاستجابة لها بالإفراط بأكل الدهون أو الأغذية الغنية بالملح، أو بالتدخين، أو بتعاطي الكحول. كما يتعين تعلم تقنيات الاسترخاء مع تخصيص وقت للمشي كل يوم، كبداية طيبة.
الرسائل الأساسية للوقاية والعلاج من ضغط الدم:
المحافظة على وزن الجسم الصحي
التحلي بالنشاط
الإقلال من تناول الدهون والزيوت
الإقلال من السكريات ولاسيما الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر
الإقلال من تناول الملح
تناول طعام متنوع كل يوم
تناول الحبوب، ولاسيما الحبوب الكاملة، واعتبار ذلك أمراً أساسياً في كل وجبة.
تناول المزيد من الخضر والفاكهة كل يوم.
تناول الأطباق المعتمدة على الحبوب بانتظام مع مراعاة اختيار الحبوب والبذور غير المملحة.
تناول السمك مرتين في الأسبوع على الأقل.
تناول الحليب ومنتجات الألبان كل يوم (والأفضل ما كان منها قليل الدهن).