مرض الشره العصبي (البوليميا)
شبكة التغذويين العرب- م. ميسون مكاحلة:
إن أمراض اضطرابات التغذية آخذة بغزو بيوتنا العربية بشكل ملحوظ؛ فمع انتشار ثقافة العولمة ومتابعة أبنائنا وبناتنا للعارضات والممثلات على شاشات التلفاز أصبح مفهوم الجمال والقبول الاجتماعي لديهم مرتبط بشكل وثيق بمفهوم النحافة لا بل بالنحافة المبالغ بها، ولذا فإنه كان لا بد من أن ندق ناقوس الخطر لتسمعه العائلات العربية، وتبدأ باتخاذ التدابير اللازمة لحماية أبنائها من مخاطر هذه الأمراض النفسية القاتلة.
اضطرابات التغذية هي عبارة عن مجموعة واسعة من الأمراض النفسية التي تحول المريض المصاب بها إلى شخص مهووس بشكله وفاقد لأي اهتمام بأي أمر آخر من أمور الحياة سوى شكله، ومن أهم هذه الاضطرابات ما يسمى بمرض فقدان الشهية العصبية أو (الأنوريكسيا) (اضغط هنا لمشاهدة الموضوع : فقدان الشهية العصبية ) و مرض الشراهة العصبية أو (البوليميا)
مرض الشره العصبي أو (البوليميا):
يتناول المرضى في حالة الشره كميات كبيرة من الأطعمة في الوجبة الواحدة، ثم بعد ذلك مباشرة وبشكل تلقائي يقومون إما بالتقيء أو باستخدام الأدوية المسببة للإسهال أو الأدوية المدرة للبول بغية تخليص الجسم من أي احتمال لحصول زيادة في وزن الجسم.
ويتميز المريض ب الشره العصبي بأنه:
- يعمد إلى تناول الطعام، ثم القيء فيما بعد في الخفاء وبسرية.
- يتظاهر باتباع أنظمة تخفيف الوزن أمام المجتمع المحيط به، فتراهم عندما يكونون أمام الناس لا يتناولون الطعام إلا بكميات قليلة ويحرصون على تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية.
- لا يقل وزنه رغم ادعائه تطبيق الحميات الغذائية، بل إنه في كثير من الأحيان يكتسب الوزن بدل أن يفقده.
- يمارس الرياضة بعنف، وغالباً ما يكون ذلك بعد تناول كميات كبيرة من الطعام بهدف التخلص من السعرات الحرارية المتناولة.
- قليل- بل عديم الثقة- بنفسه، ويكثر من تأنيب نفسه.
المضاعفات التي قد تصيب مريض الاضطرابات الغذائية:
تصيب مريض الاضطرابات الغذائية العديد من المضاعفات الخطيرة التي من أهمها: حدوث الاضطرابات الهرمونية مع غياب الدورات الشهرية لدى الفتيات، وهشاشة العظام، وخلل في نسب توافر العديد من الأملاح المعدنية مما قد يسبب تغيرات واضطرابات في معدل ضربات القلب وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
علاج فقدان الشهية العصبي والشره العصبي:
يرى الأطباء المتخصصون أن علاج فقدان الشهية العصبي أو الشراهة العصبية يجب أن يشمل أشكال العلاج النفسي والعلاج المعرفي والسلوكي والاستشارة الأسرية بالإضافة إلى الأدوية، حتى يتمكن المصابون بالاكتئاب أو العادات القهرية من التجاوب مع العلاج، وقد يحتاج المريض إلى أن يدخل المصحة أو المستشفى لمتابعة حالته وبخاصة إذا كان وزن جسم المريض أقل من الوزن الطبيعي بأكثر من نسبة 30%.
إذا كنت ممن يعانون من الشراهة العصبية وترغب في التخلص من هذا الاضطراب الغذائي فيمكنك اتباع أسلوب “مراقبة النفس”، وهو عبارة عن تكتيك علاجي يشمل مجموعة من الأنشطة، يقوم بها مرضى الشراهة العصبية لتعلم أساليب السيطرة والتحكم بالخلل والاضطراب الغذائي الذي يعانون منه.
أنشطة مراقبة النفس تشمل ما يلي:
- تدوين الملاحظات في دفتر يوميات الطعام.
- قياس الوزن مرة أسبوعيا دوريا.
- حساب مؤشر كتلة الجسم.
- التأكد من تقدم الحالة كل أسبوع.
وفي النهاية لا بد من التأكيد على أن علاج هذه الأمراض يتطلب بشكل قاطع مراجعة الطبيب النفسي الثقة والمتخصص لمراقبة حالة المريض وإرشاده إلى الطريق السليم وحمايته من مخاطر ومضاعفات المرض التي قد تصل إلى حد الوفاة.
1 thought on “مرض الشره العصبي (البوليميا)”