صيدلية المنزل بالاعشاب الطبية
(الجزء الثاني)
شبكة التغذويين العرب – م. ميساء حنا مراد:
نتم ما بدأناه في الأعداد السابقة عن صيدلية المنزل الطبيعية مما يتوفر في بلادنا الحبيبة وبمتناول يد الجميع من نباتات وأعشاب طبيعية طبية تقينا المرض وتساهم أحياناً في علاجه …
بدأنا بالبابونج واللبلاب والمليسة واللافندر وسنتم حديثنا في هذا العدد عن المريمية واليانسون والزعتر والكراوية، إضافة للعديد من الاعشاب المتواجدة في كل منزل لانها السر في إضافة النكهات المميزة واللذيذة للطعام كونها من مطيبات الطعام الاساسية كالنعناع والروز ميري.
ولابد من تذكرة السادة القراء لملاحظة سابقة وردت في العدد السابق حول الخطأ الشائع لدى الكثير من الناس وهو غلي العشبة مع الماء وهذا يمنعنا من الاستفادة من مركبات العشبة المميزة ويؤدي لتطاير الزيوت الفعالة فيها. ولذلك نقوم بتحضير شاي العشبة أو ما يسمى (نقيع) بإضافة ملعقة كبيرة من أوراق العشبة أو أزهارها لكوب من الماء المغلي ثم تركه حوالي /10 دقائق/ قبل تصفيته وشربه أو استخدامه كمطهر أو كمادات معالجة لبعض الحالات.
1- اليانسون احد اهم اعشاب صيدلية المنزل ANISE – ANISUM :
– نقيع اليانسون / شاي/:
o يساعد على الهضم ويعالج أمراض الجهاز الهضمي الكثيرة ويخفف من آلام القولون وانتفاخ البطن وتشنجات وآلام المعدة أيضاً لاحتوائه على مادة الأنيثول وبالتالي فهو طارد للغازات.
o معالج لحالات ضيق التنفس وحالات السعال باعتباره مقشّع قوي وطارد للبلغم (وذلك بشربه كشاي أو الغرغرة به – صباحاً ومساءً-).
o معالج لحالات الأرق المزمن ويهدئ الاعصاب (بشرب نقيع اليانسون بعد العشاء وقبل النوم) أو باستبدال الماء بالحليب كونه يساعد على النوم.
o ينظّف الحبال الصوتية ويحسّن الصوت.
o يدر الطمث وينظمه عند النساء ويقوي الطلق عند الحوامل.
o مدر للحليب.
o مدر للبول.
o منشط جنسياً.
o يستعمل كغسول للعين في حالات التهاب العين.
– زيت اليانسون:
o يستعمل لتخفيف آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل عن طريق تنشيط الدورة الدموية، والحد من الإحساس بالألم في المناطق المتضررة.
o يدهن بطن الاطفال به لطرد الغازات وتخفيف حدة بكاءهم.
o لازالة قمل الرأس (يستعمل زيت اليانسون وزيت الزيتون بنسبة 2/1).
– إن مضغ حبات اليانسون يطيّب الفم ويجلي الاسنان ويقوي اللثة حيث أن اليانسون يدخل في تركيبة العديد من معاجين الاسنان وغسول الفم.
وقد ثبت علمياً دور اليانسون لتحسين مناعة الجسم والوقاية من مرض أنفلونزا الطيور، حيث أنه أحد المكونات الأساسية المستخدمة في إنتاج دواء “تاميفلو” المستعمل حالياً لعلاج أنفلونزا الطيور (حامض يستخرج من ثمرة اليانسون بعد أن تترك بضعة أسابيع للتخمر)، ويقال أن تعاطيه يرفع نسبة الشفاء إلى حوالي 80% علماً أن نسبة الشفاء التلقائي من هذا المرض لا تزيد عن 50-60% وعن تزايد الاهتمام باليانسون بعد ماتردد عن فاعليته كمشروب يحسن من فاعلية الجسم ضد أنفلونزا الطيور.
2- المريمية / القصيعين SAGE :
– نقيع المريمية:
o يخفض مستوى السكر في الدم وخصوصاً إذا على معدة خاوية.
o تلجأ بعض النساء لنقيع المريمية حتى لا يعانين من اضطرابات سن اليأس وانقطاع الطمث، ويمكن دهن منطقة البطن بزيت المريمية للتخفيف من آلام الدورة الشهرية.
o يعالج حالات تشنج العضلات ويخفف من المغص.
o مطهر للحنجرة ومخفف لالتهاب اللوزتين (المضمضة بالنقيع).
o ويمكن استبدال الماء المغلي في النقيع بحليب لصنع (حليب أوراق المريمية) والتي تفيد في القضاء على الزكام.
o تنقية الجسم والدم.
o معالجة حالات عسر الهضم.
o التخفيف من القلق وحالات الكآبة.
– كمادات:
o التخفيف من حالات التعرق لغناها بالهرمونات النباتية.
o التخفيف من السيلوليت.
علماً أن مص أوراق المريمية الطازجة يفيد في التخلص من القلاع لخصائص المريمية في المساعدة على التئام الجروح فضلاً عن مقاومتها لالتهاب اللثة.
ثَبُت أن المريمية تقوي الذاكرة الضعيفة وتعيدها في وقت قصير لأنها تهبط الأنزيم المسؤول عن تحطيم (استيايل كولين) الدماغ والذي يسبب الزهايمر.
كما تحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومن أهم المركبات المهمة في المريمية هو الزيت الطيار الذي يحتوي على مركب الثيوجون Thujone ولكن يجب الحذر من استخدام كمية كبيرة من هذا المركب لأنه يسبب بعض التشنجات.
يحظر تناول المريمية من قبل الحوامل وخصوصاً في الاشهر الثلاثة الأولى لأنه مطمث من ناحية ومن ناحية أخرى لا يجب جمعه مع تناول الحامل للحديد لاحتوائه على (الثانين)، كما يحظر تناول المرضعات منه لأنه يقلل من إدرار الحليب.
3- النعناع MINT:
– نقيع النعناع:
o يعتبر من أهم الاعشاب التي تساعد على الهضم كونه يقتل الجراثيم التي تسبب انتفاخ البطن ويساعد على إراحة المعدة والأمعاء ما يضمن لنا عملية هضم سلسة وخالية من التشنجات والتقلصات المعوية وآلام المغص، وينصح بتناوله بعد الطعام لانه يساعد على إفراز العصارات الهاضمة.
o يخفف من الغازات.
o يعتبر النعناع دواء منشط للقلب والدورة الدموية إذا شرب بانتظام.
o يساعد في تهدئة الجهاز العصبي .
o مليّن للمعدة والأمعاء وبالتالي يعالج حالات الامساك.
o مدر للبول.
o يساعد في التخلص من أعراض الزكام.
o مسكن للالم وخافض للحرارة في حالات الحمى وبعض الالتهابات.
o يخفف من آلام الطمث.
o يعتبر النعناع من الاعشاب المثيرة جنسياً.
o يعالج طنين الأذنين (وذلك بشرب كوب بعد الأكل).
o يشعر الانسان بالبرودة بسبب تأثير ما بالنعناع من المنثول على الأعصاب وتخديره لها.
o يستخدم كغسول في حالات الأكزيما.
– كمادات:
o يدخل النعناع في تركيب معظم المراهم الطبية المستخدمة لعلاج الأمراض الجلدية ويساعد في تخفيف آلام القدم إذا وضع في الماء الساخن قبل تغطيس القدمين فيه.
o يعمل على تسكين آلام تشقق الجلد بسبب البرد.
o يساعد في علاج التهابات الثدي عند المرضعات.
o للاسترخاء وتسكين الألم.
– استنشاق بخار مغلي النعناع:
o يساعد في فتح الشعب الرئوية في حال نوبات الربو.
o يخفف من التهاب الانف ويساعد في التخلص من أعراض الزكام ويخفف من السعال لانه ينقي الصدر من البلغم.
o يستخدم في معظم تركيبة معطرات الجو لانها يساعد على الاسترخاء والقضاء على حالات التوتر Stress.
إن مضغ أوراق النعناع الطازجة يخفف من آلام الأسنان ويزيل رائحة الفم.
يمتص الجسم النعناع بسرعة، وعندما يلامس الأغشية المخاطية للمعدة يحدث في أول الأمر تأثيراً منبهاً، ويعقبه تسكين وتخدير موضعي، فيزيل بذلك الإحساس بالغثيان والألم الذي قد يتولد بعد تناول الطعام.
يحذر من تناول النعناع أو نقيعه في المساء لانه يمنع بعض الاشخاص من النوم.
4- إكليل الجبل ROSE MARY :
– نقيع إكليل الجبل /شاي/:
o تخفف من حالات التعب الجسدي والارهاق الفكري /بشرب حوالي 3 مرات من اليوم ويمكن اضافة القليل من العسل لتحسين المذاق/.
o يساعد على تحسين السرعة والدقة عند تنفيذ المهام الذهنية حيث يحتوي على مادة السينول.
o تعمل على معالجة حالات اضطراب الدورة الشهرية لدى المرأة وتنظيمها كما يخف من الآلام والتشنجات المصاحبة لها.
o يخفف من آلام الرأس وفي حالات الصداع.
o يستعمل كغسول في عمل دش مهبلي لعلاج الإفرازات المهبلية البيضاء.
o لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة يساعد على محاربة بعض البكتيريا والفيروسات وخاصة عند الإصابة بالجروح (على شكل كمادات).
– زيت اكليل الجبل:
o الاستحمام به يعمل على إثارة الرغبة الجنسية من خلال الاستفادة من ميزات الزيت العطري المستخلص منه كما أنه يعالج آلام المفاصل والروماتيزم ويعالج حالات الكآبة وضيق التنفس (يكفي تذويب حوالي /20/قطرة من هذا الزيت في ملعقة كبيرة من الحليب المخصص للحمام ونضع المزيج تحت الماء الجاري في المغطس ونتمدد حوالي ربع ساعة).
– خل إكليل الجبل (/150/غ من أوراقه الخضراء أو /40/غ من أوراقه المجففة ونضعهم في زجاجة سعتها حوالي /750/مل، نملؤ الزجاجة بالخل الأبيض أو الخل الأحمر ثم نسد الزجاجة وندع المزيح لينتقع مع خض المزيج من وقت للآخر ونتركه حوالي /15/يوم وبعد تصفية المزيج يصبح جاهزاً):
o يساعد على تقوية الجسم وإعطاءه المزيد من القوة.
o يعمل على إدرار البول.
o يعالج الكثير من المشاكل الهضمية بتناول قدح صغير منه عند الانتهاء من الطعام.
o يستخدم في العناية بالشعر.
يُقال أن اكليل الجبل يقي من الاصابة بمرض الزهايمر ويحسن الذاكرة، فهو يحتوي على مواد فعالة مضادة للأكسدة مثل حمض الروزمانيك (Rosmanic acid) وعلى بعض المركبات الأخرى التي تمنع تكسّر أو تحطّم المادة الكيميائية الدماغية التي يسبب تكسرها أحداث مرض الزهايمر.
وينصح بعدم الاكثار من تناول اكليل الجبل لتفادي خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل المشاكل في المعدة والكلى أو الأمعاء حيث تؤدي الكميات الكبيرة من زيت إكليل الجبل لحالات من التسمم.
منذ العصور القديمة وقبل اختراع وتصنيع الثلاجات كان يستعمل إكليل الجبل لحفظ اللحوم ولإضفاء نكهة لذيذة عليها لاحتوائه على مواد عديدة مضادة للاكسدة مما يمنع فساد اللحوم، كما كان الرومان واليونانيون يعتبرونه رمزاً للحب والموت كما كان يستعمله علماء العرب في وصفاتهم الطبية لعلاج عدة مشاكل صحية.
كان إكليل الجبل يوضع تحت الوسائد حيث كانوا يعتقدون أنه يطرد الأحلام السيئة. وكان يزرع حول المنازل بكثرة من أجل دفع شرور السحرة.
في عام 1235م أصيبت الملكة اليزابيث ملكة هنغاريا بالشلل. وكما تقول الأسطورة، فقد قام أحد المعالجين بنقع رطل من إكليل الجبل في جالون من النبيذ لعدة أيام، ثم دلك أطراف الملكة حتى شفيت. وأصبح هذا المزيج يعرف بماء ملكة هنغاريا. كما أن كان الفرنسيون يعلقون إكليل الجبل في غرف التمريض وفي المستشفيات كنوع من البخور الشافي. وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت الممرضات في فرنسا يحرقن خليطاً من أوراق إكليل الجبل وثمار العرعر في المستشفيات من أجل تطهيرها.
5- الكراوية CARAWAY:
– نقيع الكراوية (نضع ملعقة صغيرة من بذور الكراوية في كوب من الماء المغلي لمدة 10 دقائق):
o يستعمل نقيع الكراوية لتخفيض تضخم الغدة الدرقية (بشرب كوب صباحاً وكوب مساءً قبل النوم لمدة لاتقل عن ثلاثة أشهر).
o تتميز الكراوية بميزات مجشئة ولذلك فهي طاردة للغازات عند الاطفال والبالغين وتعالج آلام المغص.
o يخفف من حدة الشعور بالإمتلاء وانتفاخ البطن وتقلصات المعدة.
o علاج فعال لأمراض الرشح والزكام.
o يعالج الغثيان والدوخة.
o مسهّل للامعاء.
o مقشع ويخفف أمراض الصدر والسعال.
o مدر للبول.
o يعالج البواسير باستخدامه كغسول.
– كمادات مطحون الكراوية أو كمادات النقيع:
o تعالج آثار الكدمات وتُسرع شفائها .
o يعالج البواسير كطلاء موضعي.
o توضع على البطن لتسكين آلام المغص،كما يدهن البطن بزيت الكراوية.
تدخل في صناعة الحلويات وخاصة مغلي الكراوية مع إضافة بعض المكسرات والمنكهات كما هو معروف وخاصة بعد الولادة لأنه مدر للحليب عند السيدة المرضع.
وهناك الكثير من القصص عن الكراوية وسنبدأها من ألمانيا يُنكه الفلاحون الاجبان والملفوف والحساء والخبز بالكراوية، أما في النرويج والسويد يؤكل الخبز الاسود الممزوج بالكراوية في المناطق الريفية، وبالنسبة للروس والالمان يصنعون من الكراوية سائلاً (وهو من الكحوليات يسمى Kummel)، وقد كان الاوروبيون يعتقدون بأن وجود الكراوية بالمنزل يمنع سرقة هذه المنازل، كما كانوا يعتقدون بأن وجود الكراوية في المنزل يمنع التقلب الخطير في الحب بين الزوج والزوجة. كما أن الكراوية عندهم تمنع البوم والحمام من أن يضلوا طريقهم وتجعلهم يعودون إلى أعشاشهم سالمين، لذلك كانت توضع عجينة تحتوي على الكراوية في زريبة هذه الطيور.
وفي العدد القادم سنختم ما بدأناه عن صيدلية المنزل بالأعشاب الطبية بجزئها الثالث حيث سننهي الحديث عن معظم الأعشاب الطبية المفيدة صحياً وعلاجياً والتي تدخل في استعمالات المطبخ وإعداد الوجبات الصحية لأنها كثيرة جداً ولا يمكن حصرها ولكن حاولنا قدر الامكان اعطاء فكرة عن أهمها وأكثرها انتشاراً
وسنستكمل الموضوع في نفس السياق فيما يخص الزيوت العطرية