شبكة التغذويين العرب – أخصائية التغذية رغد الفروخ
البشر مغمورون في الضحك فهو تعبير إيجابي عاطفي معترف به عالمياً , وحسب السياق الاجتماعي , نحن أكثر عرضة للضحك 30 مرة إذا كنا مع شخص آخر مما لو كنا لوحدنا.
كما أننا نضحك أكثر عندما نرى ونسمع شخص مقارنة بالتسجيلات الصوتية أو الكتابات النصية. كما يعتبر أيضا بأنه سلوك ذو عدوى شديدةفعندمايضحك شخص فيضحك معه الآخرون.
وأظهرت الدراسات أن الضحك يحدث بمعدل حوالي 5 ضحكات كل 10 دقائق في المحادثات بين الناس. وقد اقترح الباحثون أن هناك نوعان مختلفان من الضحك:
الأول ضحك غير طوعي وعفوي وينتج عن ردة فعل , والنوع الثاني متعمد وينتج من الشخص نفسه.
كما أظهر الأزواج الذين أبلغوا عن أعلى مستويات الرضا الزوجي أن أكثر حل فعال في إدارة المشاعر السلبية والمشكلات هو الضحك.
وقد أجريت دراسات عبر الثقافات المختلفة وقدم المشاركون فيها دراسة استقصائية لتقييم الضحك والرفاه الشخصي ورضا الحياة والأبعاد الصحية , وخلصت الى نتيجة مفادها أن تأثيره كان واضحآ في مستوياته المعتدلة (المستوى الثاني) في حين أن كلّا من مستويات الضحك المنخفضة (المستوى الأول) والمرتفعة (المستوى الثالث) ليس لها أي تأثير أو تأثير سلبي أحيانا في المستوى الثالث المرتفع.
الضحك هو القدرة الفطرية التي لا تساعد فقط على التعبير عن العاطفة ، ولكنها إجراء وقائي وعلاجي لمجموعة واسعة من الأمراض الطبية. في مدرسة يوغا الضحك وصف الضحك على أنه نوع قوي من الرياضة وتأثيره على القلب والأوعية الدموية أفضل من تمارين الأيروبيك . بحيث يزيد الضحك من تدفق الدم بنسبة 22% بينما يقلل التوتر من تدفق الدم بنسبة 35% . كما أثبتت التجربة أن المرضى المصابون بأمراض مهددة للحياة مثل السرطان يتأثرون إيجاباً بالضحك , حيث ترتفع مستويات البروتين المسؤول عن المناعة , ونتيجة لذلك كانت الفكاهة أسلوب معتمد لتخفيف ألم العلاج والعزلة التي يعاني منها المصاب واستراتيجية هامّة لمحاربة الأورام والوقاية من السرطان.
قام الباحثون بدراسة مؤخراً لتقييم الرابط بين الضحك اليومي مع أمراض القلب والسكتة الدماغية بين أكثر من 20,000 مُسن من النساء والرجال اليابانيين , وتبين أن معدل انتشار أمراض القلب والسكتة الدماغية عند أولئك الذين لم يضحكوا أبداً , كان أعلى من أولئك الذين يضحكون كل يوم !
في المجتمع الحديث , الضغوطات النفسية والجسدية لا تكاد تنتهي وتؤثر سلباً على الانسان. فعندما يتعرض الشخص لموقف صعب مثير للغضب مثلاً , فإن الإجهاد النفسي يزيد من هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين , فيأتي الضحك حينها كعلاج سلوكي بسيط ليقوم بتقليلها و ينقل الجسم من حالة التفكير السلبي إلى الراحة والمزاج الجيّد وتبقى عضلات الجسم في وضع الاسترخاء لمدة 45 دقيقة بعدها فهو كالتمرين الرياضي الذي يزيد من معدل التنفس ودخول الأكسجين وبالتالي يزيد من الطاقة الداخلية والتجديد . بالإضافة إلى أن الاكتئاب يُخفّض مستويات هرمونات السعادة كالنوربينفرين والدوبامين والسيروتونين , فيقوم الضحك بدوره بإفراز هرمون الإندورفين حينها , لذلك فهو يعتبر علاج بديل غير دوائي للإجهاد والاكتئاب.
في الحقيقة ينجذب الناس بشكل عام إلى الشخص صاحب الروح المرحة والفكاهة والعفوية , لأنهم يبحثون عن الإيجابية وعن الطرق التي تشعل السرور في حياتهم.
فالنفس تميل بالفطرة إلى من يسعدها . وأحياناً الشخصية اللطيفة قد تجعل من شخص غريب صديقاً عزيزاً , كما أن الأشخاص المتصفون بالفكاهة هم أكثر إبداعاً وذاكرة من غيرهم ولديهم قدرة أكبر في حل المشاكل والتعامل مع المواقف , ومهارة عالية في تحويل المواقف الجادة الحزينة إلى أخرى مضحكة وسارّة ونشر السلام والهدوء النفسي , لذلك هم شخصيات مميزة وجاذبة لمن حولها. كما ينصح الخبراء بتجنب الأشخاص السلبيين المعقدين قدر الإمكان وعـيش الحياة ببساطة ومرونة بعيداّ عن الهموم , فكثير من الأمور لا تستحق هذا الكم من الجدية , وعلاوة على ذلك , فإن الانخراط في النشاطات الاجتماعية والبعد عن الوحدة وتبادل الدعابات لها أهمية نفسية وجسدية صحية لا يُستهان بها . وأخيراً الضحك حياة فلا تكن أشبه بشخص ميّت فاقداً للحيوية والفرح , اضحك لتضحك لك الدنيــا.