الترقق العظمي

شبكة التغذويين العرب – الدكتورة منار مراد


يصيب الترقق العظمي الرجال والنساء وحتى الأطفال. وقد يكون بدئياً (رجل شاب، حمل، بعد سن اليأس، شيخوخة بعد سن الـ 70، أسباب وراثية)، أو ثانوياً ناتجاً عن أمراض مفصلية أو غدية أو هضمية أو عن تناول أدوية أو عن الكحول أو التدخين.

وما يجب معرفته هو أنه مرض صامت وغير مؤلم إلا في حالات اختلاطاته مثل: كسور الفقرات، كسور عنق الفخذ، كسور الساعد.

يبلغ عدد كسور الفقرات في فرنسا بين 40000- 65000 حالة في كل عام. أما كسور عنق الفخذ فقد وصلت عام 1990 إلى 48000 حالة، ومن المتوقع أن تصبح 150000 حالة في عام 2050. أما كسور الساعد فقد وصلت عام 1990 إلى 35000 حالة.

وتكمن أولى خطوات الوقاية من الترقق العظمي في الوقاية من الكسور العظمية والفقدان العظمي.

وسواء كان الترقق العظمي بدئياً أو ثانوياً فهو المسؤول عن آلام حادة ومزمنة ناتجة عن انضغاط وانهدام الفقرات وكسور العظام الطويلة. حيث أن الآلام المزمنة الناجمة عن الترقق العظمي الناتج عن الكسور العظمية تترافق بإعاقات وتغييرات في شكل الجسم مما يؤدي لإعاقة في النشاط الفيزيائي.


الآلام الحادة الناتجة عن انهدام الفقرات:

1. ألم يظهر بصورة مفاجئة ظهري أو ظهري قطني قد يتحرض بواسطة جهد خفيف جداً عند النساء في مرحلة سن اليأس.

2. ألم قد يكون من طبيعة ميكانيكية يتطور ببطء وقد يكون منذ بدء المرض.

3. ألم منتشر بشكل زنار أو نصف زنار.

4. ألم يزداد تدريجياً بالتنفس العميق أحياناً.

5. قد يسبب الألم تحدداً بالحركة.

6. قد يكون بالجلوس أو الوقوف ويصعب تحديد سببه.

7. لا يوجد سوء بالحالة العامة.


ما يجب فعله:

يجب مراجعة الطبيب فوراً ليتأكد من وجود الانهدام العظمي، الذي قد يكون موجوداً في غالب الأحيان ولكنه غير مشخص. وفي حال نفي وجود انهدام عظمي فقد يكون الألم ناجماً عن سبب آخر كالورم مثلاً.


الفحص السريري:

يسمح لنا الفحص السريري بتقييم الطول ومقارنته بالمعطيات السابقة، ولكن من الممكن القول بوجود تناقض حديث في طول القامة بين 1-2 سم.

يمكن أن يدلنا وجود الألم الجذري ذو الصفات العصبية على الفقرة المصابة بالكسر من خلال الأعراض السريرية. الأمر الذي يسمح لنا بالتأكد من عدم وجود علامات عصبية وعدم وجود علامات تدل على آفة خبيثة.


الفحوص المتممة:

وتتم بإجراء صورة بسيطة للعمود الفقري القطني أو الظهري، إضافة إلى الفحوص الدموية التي تكون عادة طبيعية بدون علامات التهابية.


العلاج:

● الراحة: استلقاء مع أخذ الحيطة بعدم الاستلقاء الطويل خوفاً من تشكل التهاب وريد خثري.

وهو إجراء ليس تسكينياً، وإنما للوقاية من الاختلاطات التي قد تحدث بسبب كسر آخر.

● المسكنات: اعتباراً من السيتامول وحتى المورفين وبناء على وصفة طبية.

● الكالسيتونين: وله تأثير مسكن هام.

● Vertebro plastie: وهي طريقة حديثة جداً تهدف إلى حقن مادة الـ بولي ميتيل ميتاكريلات في جسم الفقرة عبر ثقب صغير في الجلد، والهدف هو إعادة الفقرة إلى  شكلها التشريحي الطبيعي وبالتالي إلغاء الألم الناتج عن كسرها.

● المعالجة الفيزيائية:

1. مرحلة الاستلقاء في السرير: وذلك بهدف الحفاظ على ثبات المنطقة المصابة بالكسر وتخفيف الألم.

تؤدي كل الحالات والحركات إلى انعطاف في الجذع على الطرفين السفليين، وهي غير منصوح بها، في حين أن التحريك البسيط للمفاصل والعضلات والمساج الخفيف السطحي من قبل أخصائي معالجة فيزيائية منصوح بها جداً.

2. الحركة: أحياناً يكون للمشي بعد وضع كورسيه أو مشد له أهمية كبيرة، ويجب أن يوضع المشد أولاً لتخفيف الألم وثانياً لمنع حدوث تبدلات بالنسبة للفقرة المصابة بالكسر وأيضاً يجب أن تكون العودة للجلوس تدريجية ودوماً مع وضع المشد.

3. المشي والسباحة: يمكن إجراؤها إذا كانت متاحة، ويمنع تماماً أي حمل لأي ثقل كبير.


إذاً يجب القيام بالجهد البسيط الذي لا يرهق العمود الفقري ولا يحرض الألم أو يزيده.

في الواقع، امرأة من كل خمسة لديها كسر فقرة نتيجة ترقق عظمي، وهي معرضة لخطر إصابة بكسر فقرة أخرى في السنة التالية لكسر الفقرة الأولى. ويزداد الألم في كل مرة يحدث فيها انهدام فقرة، ويزداد خطر الوفاة في كل مرة يحدث فيها انهدام فقرة عرضي.

هل اعجبك الموضوع ؟ شجعنا على الاستمرار بكتابة تعليقك هنا بالأسفل

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.